اللقاء بالإمام الحجة القائم عليه السلام ممكن شرعاً
اللقاء بالإمام الحجة القائم عليه السلام ممكن شرعاً
الإسم: *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم من الاوليين والاخرين الى يوم الدين
السلام عليكم مرجعنا الكريم آية الله فقيه عصره الشيخ محمد جميل حمود العاملي تحية طيبة و عطرة الي سماحتكم «ادام الله بقائکم و حفظکم من کل سوء» بعد الدعاء لکم بطول العمر و بالصحة و العافية..ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول :
ما رأيكم في كلام السيد كمال الحيدري بخصوص لقاء الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في زمن الغيب الكبرى ؟
وقد قال في معرض بحثه بأن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
لم ولن يلتقي بأحد في زمن الغيبة وأن الامام المهدي (عج) في حال غوثه ملهوف بأن الامام المهدي (عج) هل هو مؤسسة خيرية.
السؤال الثاني :
هل اللقاء بالإمام الحجة عجل الله فرجه متاح في عصر الغيبة الكبرى؟
والسلام عليه و رحمة الله و برکاته
الموضوع العقائدي: اللقاء بالإمام الحجة القائم عليه السلام ممكن شرعاً.
بسمه تعالى
السلام عليكم
لقد فندنا مقالة كمال الحيدري بالأدلة والبراهين في كتابنا الموسوم بـ(السيف القاطع في الرد على منكري الإمام الحجة الغائب عليه السلام)
واللقاء بالإمام عليه السلام متاح بكل تأكيد وبه قامت الأدلة والبراهين وقد فصلنا ذلك في كتابنا المذكور فليراجع.
حررها العبد الفقير
محمّد جميل حمّود العاملي
بيروت في 2 ذوالقعدة 1434 هـ
http://www.rofof.com/img5/1nsqvy22.jpg
المصدر
http://www.aletra.org/subject.php?id=824
هل زيارة سيِّد الشهداء الإمام المعظَّم الحسين بن أمير المؤمنين سلام الله عليهما وبقية أهل بيت العصمة
+ نوشته شده در پنجشنبه دوم بهمن ۱۳۹۳ ساعت 12:23 شماره پست: 250
هل زيارة سيِّد الشهداء الإمام المعظَّم الحسين بن أمير المؤمنين سلام الله عليهما وبقية أهل بيت العصمة والطهارة واجبة أم مستحبة ؟
الإسم: *****
النص: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ» و به نستمدّ و نستعين
«السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفَاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْحُورِيَّةُ الْإِنْسِيَّةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِيمَةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ؛ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَةَ وَ أَبِيهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِيهَا وَ السِّرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فِيهَا بِعَدَدِ مَا اَحَاطَ بِه عِلْمُكَ»
السلام عليکم و رحمة الله و برکاته؛
سماحة المرجع الديني الأعلى العلّامة البحّاثة الفهّامة المحقّق المدافع عن ولاية أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين صاحب علم الولاء آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حَمُّود العامِلي حفظه الله تعالى:
من فقه الزيارة -استفتاءات في فقه المشّاية-
صغيراً و احتوى قلبي هواك * حسيناً وا حسيناً وا حسيناه
تركت الأرض كي أرجوا رضاكَ * حسيناً وا حسيناً وا حسيناه
و جئتُ اليوم زحفاً كي أراكَ * حسيناً وا حسيناً وا حسيناه
ـــــــــ1 هل التأكيد الكثير على زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الروايات مختصّ بالرجال أم يشمل النساء أيضاً؟
2ــــ هل توجد مشروعيّة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام سيراً على الأقدام؟
3ــــــــ ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ الأنبياء على نبيّنا و آله و عليهم السلام حتّى رسول الله الأعظم محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يستأذنون الله عزّ و جلّ في زيارة الإمام الحسين عليه السلام، فما العلّة الّتي من أجلها يزورون الإمام الحسين عليه السلام؟
4ـــــــ إنّ الإمام الحسين عليه السلام استشهد و هو عطشان و مكروب و لهفان و مظلوم، فهل يوجد فرق بين من يزوره و هو عطشان و لهفان و مكروب و من يزوره و هو في حالة طبيعيّة؟
5 ــــــ ما هي زيارة العارف بحقّ الإمام الحسين حيث ورد في الروايات: «مَنْ أَتَى الْحُسَيْنَ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ [الكافي، طبع دار الكتب الإسلاميّة، ج4، ص582، ح8؛ كامل الزيارات، طبع دار المرتضويّة، ص140، ح15؛ وسائل الشيعة، طبع مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، ج14، ص410، ح19478؛ هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة عليهم السلام، العتبة الرضويّة المقدّسة على مدفونها آلاف التحيّة و الثناء، ج5، ص477، ح1؛ مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول عليهم السلام، طبع دار الكتب الإسلاميّة، ج18، ص309، ح8]»؟
6ـــ في التاريخ الماضي فرض بعض الظالمين عقوبات صارمة على من يزور الإمام الحسين عليه السلام كقطع اليد و ربّما القتل، فهل التأكيد على الزيارة يشمل هذا الحدّ أيضاً، أم أنّ التأكيد خاصّ بما لم يكن ضرر بالغ أو نقص عضو أو قتل؟
7ـــــ ورد في بعض الروايات الّتي تحثّ المؤمنين على زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام -كما مضى ذكره في السؤال الخامس- أنّه من زاره غفر الله له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فما معنى غفران ما تأخّر؟
8 ــــــ كيف يكون حال زائر الإمام الحسين عليه السلام يوم القيامة؟
9 ـــــــ هل يمكن إعطاء فكرة و لو بسيطة عن منشأ زيارة الأربعين، و أوّل من ابتدأ بهذه الزيارة؟
10ــــــــ ما المطلوب فعله من الجماهير الزاحفة إلى كربلاء المقدّسة سيراً على الأقدام حتّى يكونوا مصداقاً لقوله تعالى: «... وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغيظُ الْكُفَّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنينَ [سورة التوبة (9)، الآية 121]»؟
11 ــــــ قام البعض بالدعوة إلى تحديد الزيارات المليونيّة، لأنّها تربك الوضع و تعطل مسيرة الإعمار!، و ناشدت العلماء بالتدخّل لذلك، فما هي أسباب هذه الدعوة؟ و ما موقف محبّي الإمام الحسين عليه السلام من ذلك؟
12 ــــــ لقد حرص أعداء أهل البيت عليهم السلام على وضع العراقيل و الشبهات في طريق الزائرين منذ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام و ليومنا هذا، فهل يمكن أن توضحوا لنا ما هو السبب الّذي يجعل هؤلاء يخافون من هذه الزيارات و يحاولون منعها بكلّ السبل؟
13 ــــــ بسبب طول المسافة بين بعض المدن الّتي يسير منها الزائرون إلى الإمام الحسين عليه السلام قد يحدث عند البعض تقرحات دمويّة بين الفخذين و ربّما يسيل الدم، فـ
أ) هل يؤثر هذا الدم على الصلاة؟
ب) هل يجب تبديل اللباس الداخلي المدمي لأجل الصلاة؟
ت) هل يجب غَسل الموضع بالماء قبل الصلاة، علماً أنّ غسله في بعض يسبّب أذىً لذهاب العلاج الموضوع عليه؟
ث) ما حكم من لم يقدر على الصلاة من قيام بسبب التعب من كثرة السير، هل يجوز له الإتيان بالصلاة من جلوس؟
14 ــــ يسير كلّ عام الملائين سيراً على الأقدام لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام من مختلف مدن العراق، فما حكم صلاتهم من حيث القصر و التمام، علماً بأنّ مدّة السير قد تصل أحياناً إلى عشرة أيّام أو أكثر، فـ
أ) هل يؤدّون صلاتهم قصراً أو تماماً؟
ب) كم المسافة الّتي يقطعونها لكي تكون صلاتهم قصراً؟
15 ــــــ بعض الأسئلة حول موظّفو الدولة و الطلبة:
أ) ما حكم مدير الدائرة الّذي يمنع الموظّفين من الذهاب لزيارة الإمام الحسين عليه السلام، مع قدرته على مساعدتهم و لا يؤثر ذهابهم على سير الدوام؟
ب) هل يجوز لأحد موظّفي الدولة أن يقدّم على إجازة مرضيّة، مع أنّه مريض بمرض بسيط لا يستحقّ الإجازة؟
ت) يسأل جمع كبير من الطلبة المحبّين للذهاب سيراً إلى الإمام الحسين عليه السلام، خاصّة حال نذرهم السير للإمام عليه السلام، و تتزامن أحياناً هذه الزيارة أيّام الإمتحانات فما هو الحكم؟
ث) يقوم بعض مدراء المدارس بالتضييق على الطلبة الّذين يرغبون بالذهاب إلى كربلاء المقدّسة سيراً على الأقدام، كأن يقوم بخصم خمس درجات لكلّ طالب يذهب لكربلاء المقدّسة، أو التشدّد في إعطاء الإجازة و عدم تأجيل الإمتحانات و إن كان بمقدوره ذلك؟
16 ــــــ قد يصل كثير من السائرين لزيارة الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء المقدّسة قبل العشرين من صفر، فهل تجوز الزيارة و الرجوع، و هل تحسب لهم زيارة الأربعين؟
17 ـــــ ما ذا يحصل المؤمنون الّذين يقومون بخدمة و إيواء الزوّار و السائرين إلى كربلاء المقدّسة من الثواب و الآخرة؟
18 ــــــ عند ما تقرب أيّام زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام يكثر الكلام حول ذهاب النساء لهذه الزيارة:
أ) فهل يجوز للنساء الذهاب؟
ب) ما هو حدّ الواجب الشرعي لحجابهنّ؟ و هل يشمل حجابهنّ ستر الوجه و الكفّين؟
ت) هل للنساء من الأجر مثل أجر الرجال؟
ث) ما حكم من يتكلّم عليهنّ بكلام بذيء و يحاول منعهنّ من الذهاب؟
ج) ما نصيحتكم لمثل هؤلاء المشكّكين؟
19 ــــــ هل يجوز لنا ترك إقامة الشعائر الحسينيّة عليه السلام مداهنة و تقرّباً لأبناء النواصب كما يقول البعض: "لا نقوم بالعزاء المتضمّن للسلاسل و اللطم بل نخرج و نهتف هتافات حضاريّة فقط لكي نجنع شمل المسلمين"؟
20 ــــ أثناء استعراض المواكب الحسينيّة عليه السلام في الشوارع المؤدّية للإمام الحسين عليه السلام و أخيه المولى أبي الفضل العبّاس عليه السلام، يوجد في هذه المواكب بعض الشباب المؤمن الّذي يلطم و هو نازع لقميصه، مع وجود نساء ربّما ينظرن إليهم فهل يجوز ذلك؟
21 ــــــ يقوم بعض ضعفاء النفوس بتشويه سمعة السائرين للإمام الحسين عليه السلام و يتّهم بعضهم بأنّه لا يصلّي و لا يصوم، فما ذا تقولون لهؤلاء، و ما ذا تقولون للسائرين؟
22 ــــ هل من موعظة أو نصيحة تقدّمونها لزائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام، خاصّة مع هذه الحملة الظالمة الّتي يقودها أعداء أهل البيت عليهم السلام ضدّ الشعائر الحسينيّة المقدّسة عليه السلام؟
و ندعوا إلى الله أن يجعلنا و إيّاكم من خدّام بنت رسول الله الصدّيقة الشهيدة سلام الله عليها و أن يجعلنا و إيّاکم من المستشهدين في سبيلها...
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مُعَانِدِيهِمْ وَ ظَالِمِيهِمْ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ عِبَادَكَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارَ الْأَتْقِيَاءَ الْبَرَرَةَ اللَهُمَّ احْشُرْنِي مَعَ مَنْ أَتَوَلَّى وَ أَبْعِدْنِي مِمَّنْ أَتَبَرَّأُ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ قَلْبِي مِنْ حُبِّ أَوْلِيَائِكَ وَ بُغْضِ أَعْدَائِكَ وَ كَفَى بِكَ عَلِيماً»
و السلام على قلب زينب الصبور
جعلکم الله ذخراً للمذهب و إنتصاراً للحقّ
12 شهر رمضان المبارك 1435 هـ
«وَ کَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذَرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» و تراب اقدام أهل بيت العصمة و الطهارة سلام الله عليهم أجمعين عبدهم الفقير إليهم ***** بن ***** عفى الله عن جرائمهما
الجواب
بسمه تعالى
الحمد لله كما هو أهله والصلاة والسلام على سادة خلقه ، سفن النجاة والعروة الوثقى وقادة الأمم وشفعاء الدنيا والآخرة، ولعن الله ظالميهم ومبغضيهم والمنكرين لفضائلهم ومعارفهم وأحكامهم ومعاجزهم وكراماتهم وظلاماتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين، وبعد.
جناب العَلّامة الفاضل الشيخ ***** سدده الله تعالى....السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلتم علينا بأسئلتكم الكريمة حول فقه زيارة سيّد الشهداء الإمام المعظم أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، وها نحن نتشرف بالإجابة عنها سائلين المولى تبارك اسمه في أن يجعلها ذخراً لنا ولكم يوم الممات وأن يحشرنا مع سيِّد الشهداء أرواحنا فداه بحق محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين...وها نحن نستعرض أسئلتكم الكريمة مع الإجابة عليها الواحدة تلو الأخرى.
(1) ــــ هل التأكيد الكثير على زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الروايات مختصّ بالرجال أم يشمل النساء أيضاً؟
بسمه تعالى
الجواب: قبل البدء بالجواب على سؤالكم الكريم لا بدّ من تأسيس أصلٍ يدل على نوع الزيارة للإمام المعظم أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه وبقية اهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم هل هي واجبة أم مستحبة ؟ وهي مسألة قلما تعرض لها فقهاء الإمامية إلا نادراً عند بعض المتقدمين لا سيّما الشيخ الصدوق على وجه الخصوص حيث عقد باباً في علل الشرائع تحت عنوان:" العلة التي من أجلها وجبت زيارة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام بعد الحج " والحق معه فيما ذهب إليه، وبقية الفقهاء ذهبوا إلى استحباب زيارتهم ولم يتطرق أحد من المتأخرين إلى وجوب زيارة الإمام الحسين عليه السلام إلا الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق أعلى الله مقامه الشريف، وبقية الفقهاء اقتصروا على استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام مع بقية أهل البيت سلام الله عليهم، لذا اقتضى الأمر أن نلفت النظر إلى أهمية نوع الزيارة من حيث الوجوب والاستحباب سواء له أو لغيره من آبائه وأبنائه الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين...ولم يظهر لنا من أحد الفقهاء المتأخرين ومتأخري المتأخرين ـــ كما في عصرنا الحاضر وما سبقه إلى أيام صاحب البحار ـــ من تعرض لنوع زيارتهم إلا على نحو الاستحباب، ولكنَّ الأقوى عندنا أن زيارتهم واجبة لا سيّما زيارة سيّد الشهداء (سلام الله عليه وعليهم) واجبة في أول مرة على كلّ مؤمن ومؤمنة، وبعدها تكون الزيارة مستحبة استحباباً مؤكداً، وإليكم التفصيل:
هناك طائفتان من الأخبار كاشفة عن أصل زيارة الإمام المظلوم سيّد الشهداء عليه السلام: الطائفة الأولى تكشف عن استحباب الزيارة لهم جميعاً، والطائفة الثانية تكشف عن وجوب الزيارة، والطائفة الأولى فاقت حدّ التواتر، وأما الطائفة الثانية فقد تجاوزت الإستفاضة، وأثبت قسماً منها الشيخ الأقدم أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي أعلى الله مقامه في كتابه الشريف"كامل الزيارات" في الباب 43 :" أن زيارته فرض وعهد لازم ولجميع الأئمة عليهم السلام على كل مؤمن ومؤمنة" وظاهرها وجوب زيارته وزيارة أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وها نحن ننقل قسماً منها هي التالي:
(الخبر الأول): حدثني أبي ومحمد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، وقال محمد بن الحسن : وحدثني محمد بن الحسن الصفار ، جميعا ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثني أبو أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فان اتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين ( عليه السلام ) بالإمامة من الله عز وجل .
(الخبر الثاني):حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعاً ، عن أحمد بن إدريس ، عن عبيد الله بن موسى ، عن الوشاء ، قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إن لكلِّ إمامٍ عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة .
(الخبر الثالث): حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبي داود المسترق عن أم سعيد الأحمسية ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قالت : قال لي : يا أم سعيد تزورين قبر الحسين عليه السلام، قالت : قلت : نعم ، فقال لي : زوريه فان زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء .
(الخبر الرابع): حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن علي بن حسان الهاشمي ، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله ، لان حق الحسين ( عليه السلام ) فريضة من الله واجبة على كل مسلم.
(الخبر الخامس): عن الصدوق في علل الشرائع قال:حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام قال :" إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج ".
فقوله الشريف سلام الله عليه" فليختم حجه بنا " ظاهره الوجوب أي يجب أن يختم بنا، لا الاستحباب كما ذهب إليه المشهور.
(الخبر السادس): عن الصدوق رحمه اللهحدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال : تمام الحج لقاء الامام" .
لا يخفى على البصير في الأحاديث أن قوله الشريف سلام الله عليه " تمام الحج لقاء الإمام عليه السلام" ظاهر في الوجوب وليس الإستحباب لأن التمامية إنما هي قرينة على الوجوب لا على الإستحباب، فالعجب كيف حملوها على الإستحباب، نعم تكون زيارة قبورهم مستحبة فيما لو كان الحج مستحباً كما تكون واجبة عندما يكون الحج واجباً على المؤمنين..فتأمل.
(الخبر السابع): عنه أيضاً قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : إن لكل إمام عهدا في عتق أوليائه وشيعته...إلخ. وقد تقدم الخبر.
(الخبر الثامن): عنه أيضاً قال: حدثني أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنما أمر الناس ان يأتوا هذا الأحجار فيطوفوا بها ، ثم يأتوا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرتهم" .
إنَّ الأخبارَ المتقدمة بكلا شقيها ظاهرةٌ في وجوب زيارته على كلّ متمكن من الرجال والنساء، وفي مقابلها أخبار مطلقة ليست ظاهرة في الوجوب بل هي أقرب إلى الاستحباب من الوجوب، وهو ما أوجب تشويشاً في نتائج استنباطاتهم الفقهية عند أكثر الأعلام، فحملوا الأخبار الظاهرة في الوجوب على تأكيد الاستحباب الوارد في أخبار الطائفة الأولى الظاهرة في الاستحباب إلا أننا نخالفهم بالجمع المذكور، ونحمل كلَّ واحدة من هاتين الطائفتين على ما هي عليه، فنُبقي الواجبَ على وجوبه والاستحبابَ على استحبابه، فالواجبة دلالة واضحة على وجوب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في العمر مرّة واحدة للقادر، والبقية محمولة على الاستحباب، فأول زيارة للإمام عليه السلام تكون واجبة، وباقي الزيارات تكون مستحبة استحباباً مؤكداً تماماً كحج البيت الحرام فالحج الأول يكون واجباً، والبقية تندرج تحت الحج المستحب...فالمستحب يندك في الواجب ويؤكده لا أن الواجب يضمحل ويندك في المستحب كما توهم المشهور...وهو ما غفلوا عنه، سبحان من لا يغفل ولا ينسى..!
وبعبارةٍ أُخرى: إن الحمل على الاستحباب ــــ كما توهم المشهور ـــ جمعاً بين الأخبار، ليس فيه ما يؤيده سوى كونه جمعاً تبرعياً وهو خلاف الجمع العرفي الدال على حملِ كلِّ طائفة على ظاهرها بما هو هو، فالواجب يُحْمَلُ على الواجب، والمستحب يُحملُ على الاستحباب، ولا نخرج من هذا الحمل إلا بقرينة لبيّة قطعية أو لفظية روائية صارفة تصرف الواجب عن وجوبه إلى الاستحباب، وحيث لا توجد قرينة صارفة من الواجب إلى الاستحباب، فيبقى الواجب منعقداً في الوجوب، والاستحباب يبقى ظاهراً في الاستحباب، ومقتضى الجمع بين الطائفتين أن نحمل الواجب على المرة، والمستحب على مرة أُخرى، وهكذا يحمل على المرات المتعددة حتى لو وصل إلى الإدمان في زيارته كما هو ظاهر بعض الأخبار الدالة على استحباب الإدمان على زيارة سيّد الشهداء أرواحنا فداه وصلى الله عليه وآله، فالوجوب المنصب على زيارة الإمام أبي عبد الله عليه السلام في الطائفة الظاهرة في الوجوب هي القدر المتيقن الذي لا يجوز العدول عنه إلى الاستحباب إلا بدليل قطعي تفرغ به ذمة المكلف، والله العالم.
وعلى كلِّ حال: لا فرق في زيارة سيّد الشهداء الإمام المعظَّم أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه ـــ وجوباً واستحباباً ـــــ بين أن تكون للرجال أو للنساء، بمعنى أنها شاملة لكلا الجنسين، وذلك لأمرين مهمين هما التالي:
(الأمر الأول): الأوامر الخاصة منهم صلوات الله عليهم بزيارته صلوات الله عليه الشاملة للرجال والنساء معاً كما مرَّ في الخبر الثالث المتقدم في صحيحة أبي داوود المسترق عن أُم سعيد الأحمسية بقوله الشريف:" زوريه فإن زيارة قبر الحسين عليه السلام واجبة على الرجال والنساء "، وكذلك العموم الوارد بلفظ"أوليائه وشيعته" في صحيحة الوشاء عن إمامنا الرضا سلام الله عليه قوله الشريف:" إن لكلِّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته..." وهو عموم شامل لعامة شيعته وأوليائه من الرجال والنساء، وكذلك ما مرَّ في صحيحة عبد الرحمان بن كثير عن مولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام بقوله الشريف:"... لأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله واجبة على كلّ مسلم".
ولا يخفى على الفقيه اللبيب: أن المرادَ بكلِّ مسلمٍ يشملُ: الرجلَ والمرأة، نظير عامة التكاليف الشاملة للرجال والنساء بلفظ" يجب على المسلم" ما ورد في الكثير من الأخبار الكاشفة عن وجوب الإلتزام بالواجبات والمحرمات لكلا الجنسين لعدم اختصاص أحكام الله تعالى بالرجال دون النساء، والخطاب الشرعي بالمسلم آبٍ عن التخصيص عقلاً وشرعاً.
هذه الصحاح واضحة الدلالة في شمول التكليف بالزيارة للرجال والنساء لا سيّما صحيحة الوشاء وصحيحة أبي داوود المسترق، فهما نصان صريحان في الدلالة على تعميم الزيارة للرجال والنساء من دون تخصيص بفئة على أخرى...يرجى التأمل.
(الأمر الثاني): العمومات والإطلاقات الواردة في الأخبار الشريفة الآمرة بزيارته عليه السلام وزيارة آبائه المطهرين سلام الله عليهم أجمعين، فقد ورد فيها لفظ" من زاره " أو " من خرج من منزله يريد زيارته عليه السلام" أو " من أتى قبر الحسين عليه السلام " أو " ما أدنى ما لزائر الحسين عليه السلام" أو" ما لمن أتاه من الثواب" أو " ما من أحد يوم القيامة إلا وهو يتمنى أنه من زوار الحسين عليه السلام أو " مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام" أو "... إلخ ، فإنها إطلاقات وعمومات كاشفة عن استحباب زيارته صلوات الله عليه من دون تخصيص بالرجل فقط بل عممت الثواب لكلّ من زاره من المؤمنين الموالين رحمهم الله تعالى، نعم، ورد في بعضها تخصيص الزيارة بالرجل كما في كامل الزيارات حيث أورد خبرين يشيران إلى التخصيص بالرجال هما:
(الخبر الأول): بإسناده عن بشير الدهان عن إمامنا الصادق عليه السلام قال:" ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ، سلني حاجة اقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وحق على الله ان يعطي ما بذل.
(الخبر الثاني): بإسناده عن صالح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين ( عليه السلام ) فإذا همَّ بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه ، فإذا خطا محوها ، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته ، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة ، ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله فإذا اغتسلوا ناداهم محمَّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة ، ثم ناداهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : انا ضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة ، ثم التقاهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم.
هاتان الروايتان الصحيحتان خصصتا الزيارةَ في الرجل من دون التعرض للمرأة، ولكنهما لا يدلان على نفي التعميم في استحباب الزيارة لكلٍّ من الرجل والمرأة ، إذ إن إثبات شيء لشيءٍ لا ينفي ما عداه، والحصر هنا إضافيٌّ وليس حقيقياً ، والتعميم للرجال والنساء هو ما دلت عليه الأخبار الخاصة فضلاً عن العمومات والإطلاقات التي أشرنا إليها، فالجمع العرفي يقتضي حملَ المطلق على المقيَّد، فالتخصيص المزبور محمول على الأعم الأغلب، بمعنى أن الزائرين للإمام الحسين عليه السلام هم في الأعم الأغلب من الرجال دون النساء اللاتي لا يتحملن مشقات السفر وتبعاته من الحرج الشديد بترك أولادهنَّ بلا معيل أو كفيل أو بسبب الخوف مِنَ الأعداء مِنْ أنْ يتعرضوا لهنَّ في الطريق لا سيّما في تلك الأزمنة الموحشة التي كان الزائر فيها يلاقي الحتوف من قبل الظالمين، فما يتحمله الرجل من تبعات السفر للزيارة لا تتحمله المرأة في أغلب الأوقات...فكان من المناسب التخصيص بالرجل دون المرأة، والله تعالى هو العالم.
(2) ـــ هل توجد مشروعيّة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام سيراً على الأقدام؟.
بسمه تعالى
الجواب
لم تفرِّق النصوص الشريفة في الوصول إلى زيارة الإمام سيّد الشهداء سلام الله عليه وآله بين أنْ يكونَ الوصولُ ماشياً أو راكباً، ولكلِّ زائرٍ فضلٌ عظيمٌ من الثواب إلا أن الزائر الماشي له زيادة فضل وثواب ، وهو ما أشارت إليه الأخبار الكثيرة وقد عقد المحدّث الحر العاملي أعلى الله مقامه باباً خاصاً في وسائل الشيعة وكذلك المحدّث الجليل أبو القاسم جعفر ابن محمد بن قولويه القمي أعلى الله مقامه الشريف باباً خاصاً أيضاً، وإليكم ما رواه الحر العاملي رحمه الله:
(الخبر الأول) ــــ صحيحة أبي الصامت : عن علي بن الحسين بن بابويه وجماعة عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، عن العباس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ، ومحى عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة ، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلِّق نعليك ، وامشِ حافياً ، وامشِ مشي العبد الذليل ، فإذا أتيت باب الحائر فكبر أربعاً ، ثم امش قليلاً ، ثم كبر أربعاً ، ثم ائتِ رأسه فقف عليه فكبر أربعا ، وصل عنده وسل الله حاجتك .
(الخبر الثاني): صحيحة عبد الله بن مسكان عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:" قال :من زار الحسين عليه السلام من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب ، ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته الف حسنة ومحى عنه الف سيئة وترفع له الف درجة ".
لقد دلت هاتان الصحيحتان على أن لكلِّ ماشٍ للزيارة ألف حسنة لكلِّ خطوة إلا أنه يعارضهما الأخبار الأخرى التي حددت الفضل بكلِّ خطوة حسنة، ولكنه تعارض بدوي ينحل بالجمع العرفي بحمل الطائفتين على التفاوت النسبي بالفضل، فالدرجة العليا منه ألف حسنة لمن أتى بالزيارة كاملة من حيث الإخلاص والتوجه والمحبة والمعرفة أي تحمل على من زاره عارفاً بحقه، والدرجة الدنيا بحسنة واحدة لمن لم يكن بتلك الدرجة من الإخلاص، ولا تعارض في البَين لعدم تحقق أحد شروط التعارض في تينك الطائفتين التي منها عدم التكاذب بينهما على نحو السلب والإيجاب، بل كلُّ طائفة تثبت فضلاً يختلف عن الأُخرى، يرجى التأمل.
مضافاً إلى ذلك: إن الطائفتين المتقدمتين من المثبتات للثواب الدال على التفاوت والتفاضل في الدرجات بحسب القابليات، ومن المعلوم في الأُصول أنه لا تعارض في المثبتات، يرجى التأمل.
(الخبر الثالث) ــــ محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله ، ومحمد بن يحيى وعبد الله بن جعفر وأحمد بن إدريس جميعا ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الجبار النهاوندي ، عن أبي إسماعيل ، عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاختة قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهما السلام إنْ كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ، وحط بها عنه سيئة ، ( وإن كان راكبا كتب الله له بكل حافر حسنة ، وحط عنه بها سيئة ) حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من الصالحين ، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين ، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال : له : أنا رسول الله ربك يقرئك السلام ويقول لك : استأنف فقد غفر لك ما مضى .
(الخبر الرابع) ــــ عن سعد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الرجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنبه ، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطك ادعني أجبك . . . الحديث .
ملاحظة هامة: الخبر وإن دل على "الخطوة " الشاملة للراكب والماشي إلا أن القدر المتيقن منها هو الماشي وذلك لأن الراكب يصدق عليه أنه قطع المسافة لا أنه خطاها بقدميه وهو ما دلت عليه كلمات اللغويين حيث فسروا " خَطا" على الماشي، قال صاحب المنجد:" خطا الرجلُ خطواً: فتح ما بين قدميه ومشى" وهذا لا ينطبق على الراكب على بعير أو الراكب في سيارة أو وسيلة أخرى...يرجى التأمل.
(الخبر الخامس) ــــــــ وعن أبيه ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن رجل عن علي بن ميمون الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يا علي زر الحسين ولا تدعه قلت : ما لمن زاره من الثواب ؟ قال : من أتاه ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيئة ، وترفع له درجة ، ثم ذكر حديثا طويلا يتضمن ثوابا جزيلا .
(الخبر السادس) ــــ وعن أبيه ، عن سعد والحميري عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد العظيم الحسني ، عن الحسين بن الحكم النخعي ، عن أبي حماد الاعرابي عن سدير الصيرفي ، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام قال : ما أتاه عبد فخطا خطوة إلا كتب الله له حسنة ، وحط عنه سيئة .
(الخبر السابع) ــــــ وعن محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن بشير ، عن أبي سعيد القاضي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غرفة له فسمعته يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوة وبكلِّ قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل . . الحديث .
(الخبر الثامن) ــــــ روى ابن قولويه القمي بإسناده عن - حدثني أبي رحمه الله ، عن الحسين بن الحسن بن ابان ، عن محمد بن أورمة ، عمن حدثه ، عن علي بن ميمون الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام ) ، قال : يا علي زر الحسين ولا تدعه ، قال : قلت : ما لمن أتاه من الثواب ، قال : من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة ، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك ، فإذا انصرف ودعوه وقالوا : يا ولي الله مغفورا لك ، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله ، والله لا ترى النار بعينك أبداً ، ولا تراك ولا تطعمك ابداً.
وثمة طائفة أخرى من الأخبار تدل على فضل الزيارة راكباً إلا أنها ليست بالفضل كالزيارة ماشياً منها:
(الخبر الثاني):حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز ، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن بشير السراج ، عن أبي سعيد القاضي ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في غريفة له وعنده مرازم ، فسمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل ، ومن أتاه في سفينة فكفأت بهم سفينتهم نادى مناد من السماء : طبتم وطابت لكم الجنة .
(الخبر الثالث):حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد بن حمدان القلانسي ، عن محمد بن الحسين المحاربي ، عن أحمد بن ميثم ، عن محمد بن عاصم ، عن عبد الله بن النجار ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) :تزورون الحسين ( عليه السلام ) وتركبون السفن ، فقلت : نعم ، قال : أما علمت أنها إذا انكفت بكم نوديتم : ألا طبتم وطابت لكم الجنة .
تنبيه هام: إن أخبار الطائفة الأولى واضحة الدلالة في بيان استحباب أن تكون زيارة الإمام عليه السلام ماشياً لا مرفهاً بالركوب على بعير أو مركب وما شابه ذلك إلا لمن كان بعيداً عن المراقد الطاهرة فيركب السفينة، فمثل هذا لا ريب في أنه من أهل الجنة وله حسنات كثيرة، فالماشي أكثر أجراً لأنه أغبر أشعث بسبب تعفيره بالتراب خلال المشي حافياً بخلاف الراكب المرفه، فالماشي أفضل من الراكب على قاعدة" الأجر على قدر المشقة" والراكب لا يصدق عليه أنه أتاه أشعثاً أغبراً بل هو معزز مكرم في مركبه كالطيارة والسيارة والقطار إلا أن المشي يكون أقرب إلى المذلة والإستكانة والتواضع، ولا تقدم له السفر والموائد كما هو الحال في الطائرة والقطار وهو ما دلت عليه بعض الأخبار على كراهة حمل السفر والموائد من الحلوى والأخبصة وأشباهها كما أشارت الأخبار الآتية التي أشار إلى قسمٍ منها الشيخ الجليل ابن قولويه تحت عنوان:" ما يكره اتخاذه لزيارة الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ". وإليكموها:
(الخبر الأول) ـــــ حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين ( عليه السلام ) حملوا معهم السفر ، فيها الحلاوة والاخبصة وأشباهها ، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا .
(الخبر الثاني) ــــ وحدثني محمد بن الحسن بن أحمد وغيره ، عن سعد بن عبد الله ، عن موسى بن عمر ، عن صالح بن السندي الجمال ، عن رجل من أهل الرقة يقال له : أبو المضا ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تأتون قبر أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قلت : نعم ، قال : أفتتخذون لذلك سُفَراً ، قلت : نعم ، فقال : أما لو اتيتم قبور آبائكم و أمهاتكم لم تفعلوا ذلك ، قال : قلت : اي شئ نأكل ، قال : الخبز واللبن ، قال : وقال كرام لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ان قوما يزورون قبر الحسين ( عليه السلام ) فيطيبون السفر ، قال : فقال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أما انهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك .
(الخبر الثالث) ـــــ حدثني حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أحمد ابن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ) : بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين بن علي حملوا معهم السفر ، فيها الحلاوة والاخبصة وأشباهها ، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا ذلك.
(الخبر الرابع) ــــ حدثني محمد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدثني الحسن ابن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن زرعة بن محمد الحضرمي ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تزورون خير من أن لا تزورون ولا تزورون خير من أن تزورون ، قال : قلت : قطعت ظهري ، قال : تالله ان أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا ، وتأتونه أنتم بالسفر ، كلا حتى تأتونه شعثاً غبراً.
إن الأخبار المتقدمة كاشفة عن الكيفية التي ينبغي أن يكونَ عليها الزائرُ من الحزن والكآبة وعدم التلذذ بالأطعمة والأشربة، وعدم وضع الطيب المعبر عنه بالأشعث(وهو ترك استعمال الطيب) وأن يكون أغبراً (أي ملوثاً بالطين)... وكلها تشير إلى استحباب أن تكون الزيارة ماشياً للمتمكن من ذلك، وهل يستحب للزائر المشي من بيته حافياً أم منتعلاً ؟ ظاهر هذه الأخبار هو استحباب الزيارة ماشياً منتعلاً إلى أن يصل إلى نهر الفرات للإغتسال بقرينة ما جاء في صحيحة أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يقول: من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درج، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامشِ حافياً ، وامشِ مشي العبد الذليل ، فإذا أتيت باب الحائر فكبر أربعاً ، ثم امش قليلا ثم كبر أربعا ، ثم ائتِ رأسه فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده ، واسأل الله حاجتك ".
ملاحظة هامة: هنا ينبغي أن نلفت نظر المؤمنين الزوار إلى شيء مهم هو: أنه في حال مشوا حفاة لزيارة تلك المراقد المطهرة يجب عليهم شرعاً أن يحافظوا على أحكام الطهارة وأن يجتنبوا المشي على النجاسات والمتنجسات حتى لا يؤدي ذلك إلى إدخال النجاسة إلى الحرم المطهر وهو حرام شرعاً ويعتبر هتكاً لحرمة المعصوم عليه السلام، ولو أدى المشي حافياً إلى تنجيس القدمين وعدم القدرة على تطهيرهما قبل الدخول للحرم فلا يجوز للزائر الدخول إليه مادامت قدماه متنجستين، والمطلوب من المؤمن الزائر المحافظة على طهارة الحرم الشريف ونظافته تماماً كما هو الحال في بقية المساجد الشيعية، مع أن المراقد المطهرة أهم بكثير من المساجد، إذ لولا تلك الجسوم المطهرة صلوات الله عليها لما قام للدين عمود ولا اخضر له عود، فلولاهم ما عُبد الله ولولاهم ما وحِّد الله تعالى..والله العالم.
(الردُّ على عابدِ العِجْلِ كمالِ الحيدري خذله اللهُ تعالى)
دلت الأخبار الشريفة ـــ والتي منها الخبر الرابع المتقدم ـــ على أن المطلوب من الزائر أن يكون أشعثاً أغبراً أي أنْ يكون تاركاً التطيب وأن يكون مغبراً بالغبار أو عليه شيءٌ من الطين بسبب قطع المسافة الطويلة لأجل الزيارة، وهنا لا بد من لفت النظر إلى أمر مهم جداً وهو الآتي: إن كمال الحيدري البتري شكَّك في فعل بعض المؤمنين الغيارى المخلصين للشعائر الحسينية (على صاحبها آلاف الصلاة والسلام والتحية) حينما يطيِّنون وجوهَهم كلَّ عامٍ في اليوم العاشر من محرم الحرام في قم والنجف وكربلاء...ولم يكتفِ بالتشكيك فحسب حتى تهكم عليهم وعلى شعائرهم بحجة أن تطيين الوجه ليس له أساسٌ في الشعائر الحسينية على صاحبها آلاف السلام والتحية وسماها بالشعائر التطينية من باب الإزراء بفاعليها والتعييب عليهم والإنتقاص منهم وممن يقلّدونهم من مراجع التقليد بجواز التطيين حزناً على سيّد الشهداء عليه السلام وتأسياً بتلك الوجوه الطاهرة التي غطَّاها الرملُ أو الطينُ على أرض كربلاء حيث صبغت لحية الإمام الحسين وأبي الفضل عليهما السلام بدمائهما الطاهرة مع الطين على أرض كربلاء الطيبة، وأُسوة بوجوهِ أخواتِ وبناتِ ونساءِ الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام التي هي أجمل وأنور من نور الشمس والقمر حيث عفَّرها الترابُ على صحراء كربلاء المقدسة....
لذا نقول لذاك البتري الحيدري الجربزيّ خذله المولى ومن معه من نواصب الشيعة: إن إزراءَك وتعييبَك على المطينين لوجوههم الطيبة في سبيل التأسي بتلك الوجوه الشريفة ورفضاً للأنانية والكبرياء المانع من هتك المرء لكبريائه في أيام محرم لا ينقصهم من أُجورهم شيئاً على الإطلاق بل واللهِ سيزيد أجرهم بسبب تطيينهم لوجوههم يوم العاشر من محرم بسبب تعييبك عليهم أنت ومن يقف وراءك من عمائم بترية ناصبية، وقد اقتبسوا عادة التطيين من الأخبار الكاشفة عن أن المطلوب من الزائر أن يكون أشعثاً أغبراً أي تاركاً لاستعمال الطيب، ومغبراً وجهه بالطين أو غبار الرمل اضطراراً بحكم السفر المستلزم لتلوث الوجه بالرمال وغبار الطين الجاف أو اختياراً بوضع الطين على وجوههم هتكاً للأنانية والكبرياء والعجرفة والإختيال والعظمة... ونتأسى بصعصة بن صوحان الذي روي عنه ــــ كما في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي رحمه الله في أعمال مسجد السهلة ــــ أنه لما لحّد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقف صعصعة على القبر وأخذ كفاً من التراب فأهاله على رأسه وقال : بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هنيئا لك يا أبا الحسن ( عليه السلام ) فلقد طاب مولدك وقوي صبرك وعظم جهادك وبلغت ما أمّلت وربحت تجارتك ومضيت إلى ربّك ، ونطق بكثير من مثلها وبكى بكاءً شديداً وأبكى كلّ من كان معه ".
وورد أيضاً نظيره في دعاء الندبة الشريف المروي عن إمامنا الحجة القائم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء على يد السفير الثاني محمد بن عثمان رضي الله عنه :" فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما ، فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضج الضاجون ، ويعج العاجون.." .
فالضجُّ والعَجُّ أي الصَّخَبُ ورفع الصوت بشدّة أو كثرة الغبار من شدّة الحركة ، العجاج هو الغبار الذي تثيره الريح؛ وأعجَّت الريح: اشتد هبوبها وساقت العجاج أي الغبار.... والضج لغةً هو: الصياح عند عند المكروه والمشقة والجزع...
والمعنى: أين الّذين يندبون ويذرفون الدّموع مع الصّراخ والصّخب المرافق للصياح مع الجلبة والحركة المرافقة لإثارة الغبار من شدّة وقع المصيبة على المؤمن الذي يفقد السيطرة على أعصابه فينثر التراب على رأسه كما يفعل المصابون بفقدان أحبتهم.
إن الشيعة عندما يطينون وجوههم فإنهم يُظهرون الندبة والحزن والتفجع والعجيج والضجيج كما ورد في دعاء الندبة الشريف... يفعلون ذلك لوجود مستند للتطيين في أخبارنا الشريفة التي ادعى البتري الحيدري بأن تسعين بالمئة منها هي من صنع أحبار اليهود يا يهودي هذا الأُمة وفصيل عجلها الذي ما ترك شيئاً لآل محمد إلا وخربه وطمسه ونسفه من أساسه...فتعساً لك ولمن يقف وراءك يا عابد العجل....!! يدَّعي عابدُ العِجْلِ ومن يقف خلفه أنهما مجتهدان ولا يدريان ما معنى الأشعث والأغبر..! ولا يدري أننا ترابيون نتأسى بأبي تراب مولانا أمير المؤمنين علي سلام الله عليه عندما ناداه النبي الأعظم وكان نائماً على التراب:" قم أبا تراب" فيوم القيامة ينادي الظالمون لآل محمد وشيعتهم والكافرون بظلاماتهم وأخبارهم بقوله:( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً )، نعم نحن ترابيون نصبغ وجوهنا يوم العاشر من محرم أو ليلة الحادي عشر، تاركين للزينة والطيب بل طيبُـنا إنَّما هو الدم بالتطبير والطين من طين كربلاء تأسياً بأبي تراب الذي نام على الأرض فصبغ نفسه بالتراب تواضعاً لله تعالى تاركاً الطيب والتلذذ بالنوم على وسائد الحرير، فهو قدوة لنا... وأنت قدوتك من يحرضك على الشعائر التي شوشت عليه حياته وأدخلت الهمّ والغمَّ على قلبه....ونتمنى على المؤمنين والمؤمنات في هذه السنة أن يزيدوا من التطبير على رؤوسهم وأن يطينوا وجوههم حداداً على سيّد الشهداء وأُسوة بالصدّيقة الطاهرة الحوراء زينب سلام الله عليها وأُختها وبنات أخيها ونسائه وبقية النساء المسبيات اللاتي اكتسى جمال وجوههن الشريفة الطين والدماء من تلك الأرض الطيبة والدماء الطاهرة الزكية ليرغموا أُنوف المستكبرين الذين ليس لهم شغل في كل موسم عاشورائي إلا محاربة المطبرين والمطينين....وآ علياه وآ زهراء وآ حسناه وآحسيناه وآ زينباه وآ عباساه... سنبقى نقيم الشعائر حتى تُحزَّ رقابنا في سبيل إقامة الشعائر الحسينية المقدسة نبتغي ذلك القربة غلى الله تعالى وإلى حجته المطلقة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وآبائه الغر الميامين...فمهما تجبرتم علينا أيها القرود فلن تثنونا عن الشعائر الحسينية على صاحبها آلاف السلام والتحية...فإمَّا النصر وإمَّا الشهادة...!
يا قائم آل محمد أغثنا وانصرنا وارشدنا للصواب والحكمة..صلى الله عليك..صلى الله عليك...صلى الله عليك
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
يترصد أعداءهم /محمد جميل حمود العاملي
لبنان/ بتاريخ 27 ذي الحجة 1435هـ.
جواب مفصرا وطویلاً نحن ناخذ ما هو فی صلب الموضوع الذی یخص لنا ومن اراد یقراء النص کاملاً فیراجع الی الموقع خاص بهم تحت الرابط ادناه.
المصدر
http://www.aletra.org/subject.php?id=1029
...
...
جميع الحقوق محفوظة لمدير الموقع ؛ أي نسخ المحتوي مسموح فقط مع ذكر المصدر.. تنوية كما ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎلات او بحوث ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺭﺃﻱ صاحب الموقع ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ،، ...